الكيكاوي
المساهمات : 1
النقط : 10017
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
| موضوع: زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم_ 8/3/2011, 18:41 | |
| بسم الله وبه استعين سيدات العالم الطاهرات
عائشة بنت الصديق
(المبرأة الصديقة بنت الصديق)
إنها عائشة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك، وكانت أم المؤمنين من أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه وأكثرهن تلقيا للعلم عنه فقد كانت- رضي الله عنها- من أعلم الناس بتعاليم الإسلام. قال الزهري: (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المومنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . وكانت- رضي الله عنها- زاهدة في الدنيا، فقد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: (أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت أذكرتيني لفعلت) .
وعن هشام بن عروة بن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: (ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضمته مواضعه ..)
وفي فضل عائشة- رضي الله عنها- قال صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) .
وعندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، وشعر بأنه قد آن الأوان للرحيل. وكان يقول وهو يطوف عد نسائه سائلا أين أنا غدا؟ أين أنا بعد غد استدعاء ليوم عائشة فطاب نفوس بقية أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن جميعا. بأن يمرض حيث أحب فوهبنا أيامهن لعائشة. فسهرت عليه تمرضه وحانت لحظة الرحيل ورأسه صلى الله عليه وسلم في حجرها. قالت عائشة تصف هذه اللحظة(إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري) ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها وعائشة بعده تعلم الرجال والنساء، وتشارك في صنع التاريخ الإسلامي إلى أن وافتها المنية في السادسة والستين من عمرها في ليلة الثلاثاء لسبع مضين من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة .
رضي الله عن سيدة نساء العالمين وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.
حفصة بنت عمر
(حارسة القرآن)
حفصة بنت عمر بن الخطاب أخوها عبد الله بن عمر لأبيها ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بخمس سنين تزوجت خنيس بن حذافة السهمي أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وهاجرت حفصة معه إلى المدينة فشهدا بدرا وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات. ولما رأى عمر أن ابنته تأيمت لقي عثمان بن عفان فعرضها عليه فقال عثمان: مالي في النساء حاجة.
فلقي عمر رضي الله عنه أبا بكر الصديق فعرضها عليه فسكت. فغضب عمر ووجد على أبي بكر. وانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان بن عفان، وكشف عما كان من أبي بكر بن أبي قحافة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة. ثم خطب رسول الله حفصة فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها.
وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزواج النبي على حفصة سنة ثلاث من الهجرة. وحفصة وعائشة رضي الله عنهما هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيها (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل).
وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، وقت حادثة التظاهر، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، وقالت: (إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة) .
ثم عادت إلى الأمن والسكينة والاطمئنان بعد أن عفا رسول صلى الله عليه وسلم عنها، وعندما انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى وخلفه أبو بكر الصديق، كانت حفصة هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعا لتحفظ أول مصحف خطي للقرآن الكريم .
أقامت أم المؤمنين حفصة عاكفة على العبادة قوامة صوامة حتى ماتت في عهد معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه- فصلى عليها مم بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة وتبعها مروان إلى البقيع حتى فرغ دفنها مع أمهات المؤمنين. زينب بنت خزيمة الهلالية
(أم المساكين)
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث ينتهي نسبها إلى قيس عيلان عامرية هلالية. أمها هند بن الحارث حميرية زوجها الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي فطلقها وتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث، فقتل عنها يوم بدر شهيدا. ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وكان ذلك على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة. أصدقها النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
وكانت حجرة زينب مجاورة لحجرة حفصة بنت عمر بن الخطاب ولكنها لم تمكث إلا ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا من الهجرة فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع. وكان عمرها ثلاثين سنة. وكانت أول من دفن من أمهات المؤمنين . هند بنت أبي أمية
(ابنة زاد الركب)
أم سلمة هند بنت أمية بن المغيرة المخزومية كانت تحت زوجها وابن عمها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وهي من السابقين إلى الإسلام .
رافقت زوجها إلى الحبشة فرارا بدينها ولما عاد إلى مكة و الهجرة مع زوجته إلى المدينة صدها قومها وانتزعوها منه هي وابنها سلمة، ثم انتزع بنو الأسد آل سلمة ابنها من أمها بالقوة حتى خلعوا فكانت كل يوم تخرج إلى الأبطح تبكي حتى شفع فيها شافع من قومها فأعطوها ولدها فرحلت بعيدا ووضعت ابنها في حجرها وهاجرت معه.
وفي غزوة أحد أصيب زوجها بجرح عميق وبعد شهور توفي من هذا الجرح، وكانت أم سلمة عندها من الأولاد من زوجها أربعة هم: برة وسلمة، وعمر، ودرة خطبها بعد ذلك أبو بكر- رضي الله عنه-فلم تقبل. وكان رسول الله يفكر في أمر هذه المرأة الكريمة والمؤمنة الصادقة والوفية الصابرة.
وبينما كانت تدبغ إهابا لها في أحد الأيام استأذن عليها رسول فأذنت له، ووضعت له وسادة من أدم حشوها ليف، فقعد عليها وخطبها إلى نفسها فقالت: مرحبا برسول الله اني امرأة غيرى (غيورة) وإني مصيبة وأنه ليس أحد من أوليائي ساهد وأنا كبيرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك أني غيرى فسأدعو الله يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني. وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك. فقالت أم سلمة بنت زاد الراكب لابنها سلمة: يا سلمة قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أني لا أنقضك مما أعطيت أختك فلانة.. رحبين وجرتين ووسادة. تروجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام بتربية أيتامها فكان الأب الرحيم.
كانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات، ومن ذلك ما حدث يوم الحديبية حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتحروا بعد أن فرغ من توقيع عقد الصلح مع وفد قريش ولم يفعلوا وحرر النبي طلبه بالنحر ثلاث مرات دون أن يجيبه أحد. فدخل على أم سلمة وهو حزين، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره فقالت- رضي الله عنها-: يا رسول الله أتحب ذلك، اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك.
فقام وخرج، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً.
وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها وقد كانت تبلغ من العمر أربعاً وثمانين سنة فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً رضي الله عنها.
زينب بنت جحش
(أطول زوجات النبي يدا)
أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب، أمها أميمة بنت المطلب اسمها برة، ولما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها زينب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أن طلقها زيد زوجها الله تبارك وتعالى نبيه بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد قال تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) [الأحزاب:37].
كانت رضي الله عنها، صالحة، تقية، صادقة، وقد شهدت لها بذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: (وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.. لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل) وفي صحيح مسلم عن عائشة أيضاً قالت: (كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت امرأة خيرا من زينب أتقى لله، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم، وأعظم صدقة رضي الله عنها) .
وعن برزة بنت رافع قالت: (أرسل عمر إلى زينب بعطائها. فقالت:غفر الله لعمر، غيري كان أقوى على قسم هذا. قالوا: كله لك. قالت: سبحان الله ! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوه عليه ثوبا، وأخذت تفرقه في أرحامها وأيتامها، وأعطتني ما بقي، فوجدناه خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا .
فتوفيت- رحمها الله- قبل أن تدرك عطاء العام التالي.
لقد قال صلى الله عليه وسلم لأزواجه: (أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا..) فكنا إذا اجتمعن بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول: فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة).
حضرتها الوفاة سنة عشرين ولها من العمر ثلاث وخمسون سنة فرحم الله زينب أطول أزواجه صلى الله عليه وسلم يدا
. |
|