حركة دوران القبـة السماوية إن الشمس التي تشرق من الشرق، وتغرب في الغرب، تعمل
على تنظيم حياتنا، ووضع إيقاع معين لها. وعندما ننظر إلى السماء، طوال عدة
ساعات، خلال الليلة الواحدة، نلاحظ أن القبة السماوية تدور حول نفسها،
وهذا ما يعرف بحركة الدوران النهارية. وترجع تسمية السماء بـ "القبة
السماوية" إلى اليونانيين، الذين كانوا يعتقدون أن النجوم تكون جميعها
مثبتة على غلاف كرة، عرّفوها بالقبة السماوية. ولكننا نعرف اليوم أن
النجوم تكون موزعة على مسافات مختلفة، وأنه لا وجود لهذا الغلاف الذي
أشاروا إليه. وبالرغم من ذلك احتفظ علماء الفلك بهذه التسمية. ولتوضيح تلك
الحركة النهارية، يمكننا مثلاً أخذ صورة فوتوغرافية للنجم القطبي،
باستخدام كاميرا مثبته على حامل، بعد مدة تعريض للضوء طويلة نوعاً ما، تصل
إلى ٤٥ دقيقة تقريباً.
ومن ثم، نستطيع ملاحظة أن تلك الحركة تأتى
نتيجة لدوران الأرض حول نفسها. بينما تكون النجوم ثابتة في السماء بالنسبة
للشمس. ولهذا السبب يظل النجم القطبي ثابتاً، لأنه يقع على امتداد محور
دوران الأرض.
الحركة الظاهرية للنجوم تبعًا لاختلاف الفصول إذا قمنا بملاحظة السماء المرصعة بالنجوم في ساعة
معينة، في أوقات مختلفة من العام، فإننا نكتشف أن بعض مجموعات النجوم
تختفي وتظهر بدلاً منها مجموعات أخرى.عرفنا سابقـاً أنه خلال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
تدور الأرض حول نفسـها في ٢٣ساعة و٥٦ دقيقـة و٤٩ ثانية. ولكن يلزمها ٢٤
ساعة كاملة لكي تجد مكانها مرة أخرى في مواجهة الشمس. وتعتبر حركة الدوران
هذه المرتبطة بحركة دوران الأرض حول الشمس هي المصدر الأساسي لتحرك
المجموعات النجمية على مدار الفصول.
• إن أماكن النجوم ثابتة لا تتغير. ولكن حركة دوران
الأرض حول الشمس هي التي توحي بأن أماكن تلك النجوم التي ننظر إليها من
على سطح الأرض قد تغيرت بمقدار ١ ْ.
وإذا قمنا بعمل نفس الملاحظة في
نفس المكان ونفس الساعة بعد ٦أشهر، نستطيع رؤية جزء آخر من السماء، خلال
الليل. لأن النجوم التي كانت توجد لاحقاً في مجال الرؤية الليلية تكون
موجودة الآن في مجال الرؤية النهارية، ولكنها تظل غير مرئية بسبب ضوء
الشمس
النجم القطبـيعند رؤيتها من على سطح الأرض، نلاحظ أن جميع نجوم نصف
الكرة الشمالي تدور حول النجم القطبي الثابت الذي لا يتحرك ظاهريا ، لأنه
يقع تقريباً على امتداد محور دوران الأرض حول نفسها. ويرجع الفضل لهذه
الخاصية الفريدة، في اتخاذ النجم القطبي لفترات طويلة بمثابة نقطة إرشادية
للمسافرين والملاحين في نصف الكرة الشمالي.