الشخص الذي انتقل من حياة الفقر الي حياة الامبراطورية...

السلام عليكم...

سيكون حديثنا الجديد عن اغرب شخصية في التاريخ ...

شخصية عاشت في عصرنا الحديث....

في القرن السابق...

الشخص الذي انتقل من حياة الفقر الي حياة الامبراطورية...

الشخص الذي عالج ابن القيصر .. ولاحد يدري كيف...

صاحب مبدا التقرب الي الله عن كريق فعل الخطايا والاثام...

الراهب الروسي..

.

راسبوتين

واليكم بعض الصور لهذا الراهب الروسي الذي سيطر علي مقادير الامبراطورية الروسية:

الشخص الذي انتقل من حياة الفقر الي حياة الامبراطورية... Imag0761

الشخص الذي انتقل من حياة الفقر الي حياة الامبراطورية... 08RASPUTIN

.

الشخص الذي انتقل من حياة الفقر الي حياة الامبراطورية... KarikaturK369

[size=24]الفصل الأول:
قرية ( بوكرفسكي ) السيبيرية
في منتصف المسافة بين هذه القرية و الغابة الملتفة الأشجار, تقوم عزبة منعزلة عن سائر العزب الأخرى
عزبة "جريجوار أفيموفيتش" و الذي يلقب "راسبوتين"
"راسبوتين" تعني الماجن الساقط المروءة.
يحيا في دار مشيدة باللبن على غير إستواء... و في سطوحها و أبوابها ما ينم عن الفقر و فساد الذوق و بداءة الصناعة
دار إمتلأت بالبشر لو نظرت بداخلها لوجدت قاعة-وهي الدار كلها- تنام فيها إمرأته الشرعية و أولاده جنبا إلى جنب مع عشيقاته
من النساء الساقطات.
و ترى "راسبوتين" جالس تحت الأيقونة المقدسة التي تزين داره يحتسي "الفودكا" خمر روسيا المعبودة.

ملامح "راسبوتين":
دعنا نتأمل في هيئة "راسبوتين" و سحنته أول ما يستلفت النظر وحشيته البهيمية الظاهرة في نظرات عينيه
و شعره المشعث, و لحيته الكثة, و قذارة ملابسه و وجهه.
لو لاحظت لون عينيه لوجدت هاتين العينين أخضري اللون, و لكنها خضرة ضاربة إلى لون الرماد أو الفضة, بحسب ما ينعكس
عليها من أطياف الضياء, و أعجب ما في هاتين العينين هو قدرته الخارقة على توسيعهما و تصغيرهما كما شاء.
"راسبوتين" كان ضخم الجثة, طويل القامة, عريض الصدر, بعيد ما بين الكتفين, له ذراعان قويتان, أما راحتاه فكأنهما لفرط
ما فيهما من قوة كلابتان من الحديد.

أول ما يخطر بالبال قطعا أن الإناث لابد من أنها كانت منجذبة نحو هذا الحيوان البدوي الهائل, و الواقع أن نظرات عينيه النافذة
حين يثبتها على إمرأة تشعر بأنها مسحورة, بل هي مسحورة فعلا, فتمضي مسلوبة الإرادة إلي ذلك الوحش لتجثو أمام
قدميه و هي ترتعد!
بل أنا الرجال أنفسهم لم يكن يجد أحدهم في نفسه القدرة على مواجهته, أو التحديق في وجهه طويلا, فينحون عيونهم, أو يغضون
أبصارهم أمام هذه القوة الخفية التي تشع من ذلك الرجل الغامض.

و في قرية مثل هذه لدى الفلاحين فيها الاستعداد لتصديق كل خرافة, و الإيمان بكل خارقة يزعم صاحبها أنه مكلف من السماء
برسالة, أو مزود بسلطان خاص يكشف له الحجب, و يسخر له قوى الطبيعة, فمن الطبيعي أن يكون ل"راسبوتين" سلطان نافذ.
و كان يحكى الأعاجيب عن كرامات "راسبوتين" من فلاحي المنطقة, فحين يعيي مرض ما أحد الأطباء, و تكاد المريضة تهلك,
يبعث أهلها في طلب هذا الساحر الذي يتدلل و يأبى حتى يقبض الثمن الباهظ سلفا, و يذهب إلى فراشها, و يرفع يديه إلى السماء
و يتصنع هبوط الوحي باسطا كفيه بحركات تشنجية على جسد المرأة و يأخذ في تلاوة أدعية عجيبة...
و تحدث المعجزة-عن طريق الإيحاء المغناطيسي- و تنهض المرأة من فراشها و تروح و تغدو كأنها بعثت من رقدة الموت
إلى نشاط الحياة!
و لكن "راسبوتين" غالبا ما كان يستخدم هذه القوة الخارقة لقضاء شهواته الحيوانية البهيمية التي لا يشبع منها,
من نساء مسكينات سلمن له أجسادهن صاغرات, و هن منومن مغناطيسيا, فلا يستطعن المقاومة.
و يعلم الأزواج بما حدث لزوجاتهن, و لكن ما من أحد يجسر على الإنتقام من الجاني الأثيم... لأن الرعب من هذا الوحش
كان يملأ كل قلب, و يشل كل حركة.

كان راسبوتين في هذا الصباح واقفا على عتبه داره, يملأ صدره من الهواء الرطب, و قد ملأه شعور بالشهوة لتلبية مطالب جسده
و التي تتلخص في شيئين, المزيد من زجاجات الفودكا, و المزيد من النساء, فسواء لديه الجميلة و الدميمة, ما دامت لحما بشريا
دافئا!
فماذا كان يخبئه له هذا الصباح؟

اقتباس :: نكمل حديثنا عن الرجل الذي عذب الكثيرين و الذي حير أكثر منهم,
نستمر في الحديث عن "راسبوتين" الذي-بالمناسبة- ولد في العاشر من يناير عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين
و نكمل حديثنا عن ذلك الصباح, حين إلتقى "راسبوتين" بصديق قديم له هذا الرجل كان يعمل بستانيا و لكن سرقته جعلته يهرب و أصبح
"درويشا",و "الدراويش" هؤلاء متسولون يمزجون بين التسول و الدين, و يدعى هذا الرجل "برنابا"
"برنابا" كان أول من نصح "راسبوتين" بالإتجاه إلى طائفة الرهبان ليصبح واحد منهم, يرتدي مثلهم و يفعل مثلهم أمام الناس و لكن
ما تحت الثياب لا يراه أحد فيشبع رغباته و شهواته الماجنة, و هذا الطريق يؤهله أيضا للارتقاء في المناصب العليا,فكيف لرجل له مثل مواهبه و قدراته أن يحيا
كالدراويش و ذكره بحادث خطير في حياته حين إتهم بسرقة حصان و ما ناله وقتها.
و هكذا ذهبا معا إلى الكنيسة و إحتالا على قسيس الكنيسة و إستغل "راسبوتين" قوته النفسية الطبع لإقناعه بأن يعطيه ثيابه الكهنوتية القدية
و معها شهادة مزورة تثبت أنه راهب في الكنيسة, و بذا يستطيع أن يصبح راهب "لمام" أي يجمع التبرعات.
هجر "راسبوتين" عائلته مع صديقه و لم تحول توسلات نسائه بينه و بين الحلم الذي وضعه نصب عينيه.
مشى مع صديقه طريقا طويلا حتى وصلا إلى قرية تشبه قريتهما و بالصدفة وجدا قسيس كنيسة القرية مريض, مما أقنع العاملين في الكنيسة أنهماأتيا خصيصا ليتلوا عليه الصلاة الأخيرة.
و بعد ذلك تستمر رحلة "راسبوتين" و رفيقه و نستكملها معا بإذن الله....

الفصل الثاني:
طاف "راسبوتين" بقرى "سيبيريا" مع صديقه و وزير إعلانه-كما يمكننا أن ندعوه- فهو الذي كان بأسلوبه و حركات الدراويش
التي يقوم بها يجذب الناس و لا يطفق يمجد في صديقه "راسبوتين" و يدعي أنه قادر على فعل أشياء عظيمة و أنه مكلف من السماء
و ما إلى ذلك. و ذاع صيت "راسبوتين" و سمعت عنه قرى "سيبيريا" و سمعوا عن قدراته الخارقة, و كان يستغل هو ذلك مع النساء
الفلاحات المريضات و يقنعهن بأنه قادر على شفائهن.
و إستمرت رحلتهما, حيث إستقلا قطار السكة الحديدية الذي يعبر "سيبيريا" و يخترق جبال الأورال إلى روسيا الأوروبية, و إختلط "راسبوتين" هناك بالطبقة الراقية من إنجليز و غربيين و أمراء روس, و أدرك إلى أي مدى يستطيع شق طريقه في تلك الفئة.
أما الأمراء الروس فقد تكلفوا بنفقاته طوال رحلته في القطر مع صديقه.
و بعد ذلك غادر "راسبوتين" القطار مع صديقه فجأة حين وصل إلى أرض روسيا الأوروبية...
و قد أيقن أن مكانه الوحيد هو روسيا و أهلها ممن يستطيع خداعهم و السيطرة عليهم, أما الغرب فلن يفهمه و هذا ما تأكد منه
بعد معرفته لهم طوال الرحلة بالقطار.
و شرع الإثنان يضربان في الطرق الزراعية, كلما بدت لهما قرية يمما شططها و قاما بما تيسر من المعجزات و الصلوات.
و إزدادت مهارة "راسبوتين" و حيله للإيقاع بفلاحات روسيا الأوروبية و صار يستدرجهن فإذا سلبهن إرادتهن قام بفعل الفحشاء معهم و تمتع بهم تمتعا قذرا ماجناً.
و زاد فجوراً و نفاقاً, فصار يختم تلك الاثام بتصنع التوبة, فيغسل دموع الندم عن ضحيته تاليا هذه العبارة:
( إن الفرح في ملكوت السموات بتوبة خاطىء ضال أشد مائة ضعف من الفرح بمائة بار لم يخطىء).
تعرض "راسبوتين" لموقف يستحق أن يروي ففي أثناء رحلته بلغ دير للراهبات مقام فوق ربوة
عالية, تطل على شاطىء نهر الفولجا. دخل و صديقه الدير و إستقبلته رئيسة الدير أحسن إستقبال
التي لم ير "راسبوتين" فيها إلا عجوز قبيحة الوجه و إتجه نظره إلي راهبة شابة فقام بالسيطرة عليها و مارس معها الفحشاء في حجرته داخل الدير, و لكن رئيسة الدير كشفت أمره و ضيطته في حالة من التلبس الواضح مما جعلها تأمر بربه و رميه خارجاً, و بالفعل وجد نفسه مدحور و مضروب و ملقى في حفرة خارج أبواب الكنيسة الخارجية و معه صديقه "برنابا" الذي أُخذ بذنبه. و قال راسبوتين ساعتها محدثا نفسه:
( مهلا يا جريجوار, فإن أكليل المجد لا يخلو من الأشواك.... إن غداً لناظره لقريب).
هذه الحادثة جعلت "راسبوتين" أشد حرصا و قرر أن , في كل مكلن يحل به, أن يسعى للتقرب من العجائز و كسب رضاهن, ليضمن ألا يتكرر معه مثل هذا الموقف.

و لما رأى الصديقان أن شهرتهما قد سبقتهما فى قرى أسيا الأوروبية كلها, قررا شد الرحال إلى موسكو.
لم تكن الحياة خلال الأسابيع الأولى في موسكو يسيرة عليهما, فقد إكتشفا أن تلك المدينة رغم إحتفاظها بالطابع الشرقي, إلا أن الحضارة الغربية هي المسيطرة على عقول و تصرفات أهلها.
هذا جعل مهمته صعبه نوعا ما, ففي البداية إقتصر نجاحه على نساء العامة ذوات الإستعداد الهستيري الديني, و لكن حين وصلت شهرته إلى سيدات الطبقة الراقية, و كن ينشدنه خاف من البوليس السري "الأوكرانا" الذي جرى أن يهتم به و يرصده إذا ما إختلط بالطبقة الراقية, فلم يجسر أن يقترب من نساء تلك الطبقة دونما حماية مناسبة.
بيد أن هذه الحياة لم تكن تروق ل"راسبوتين", لذلك قرر السفر إلى بطرسبرج, العاصمة الجديدة- آنذاك- للدولة, تاركاً وراءه صديقه "برنابا" ليبدأ رحلة جديدة في حياته.

» حياة الصعلوك الاجتماعية في العصر الجاهلي
» كتاب الخالدون المئة...الكتاب الذي يستحق التحميل
» تونس:وفاة الشاب علي بوعزيزي الذي أشعل في نفسه النار