الراشدي Admin
[
المساهمات : 280
النقط : 11927
تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: المرأة التي حكمت بريطانيا بيد من حديد 13/4/2014, 05:39 | |
| سكتة دماغية مفاجئة تختطف مارجريت تاتشر المرأة التي حكمت بريطانيا بيد من حديد اسدل الستار علي اسطورة المراة الحديدية , مارجريت تاتشر , اول امراة تتولي رئاسة الحكومة البريطانية , بعدما اعلن متحدث باسمها امس وفاتها بالسكتة الدماغية عن عمر يناهز السبعة و الثمانين عاما . وقال مارك وكارول تاتشر ابنا رئيسة الوزراء السابقة , ان و الدتهم توفيت بسكتة دماغية , ووصف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني تاتشر بانها زعيمة عظيمة فقدتها بريطانيا , مشيرا الي ان تاتشر كانت ايضا رئيسة وزراء عظيمة , وقال في رسالة له علي حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي : ' علمت بحزن بالغ بوفاة الليدي تاتشر. لقد فقدنا قائدة عظيمة , ورئيس وزراء عظيمة , ومواطنة بريطانية عظيمة ' . واعربت الملكة اليزابيث الثانية , ملكة بريطانيا عن عميق حزنها لوفاة تاتشر , واعلن قصر باكنجهام اليوم ان الملكة سترسل رسالة تعاطف خاصة لعائلتها. وتعد تاتشر من اهم الشخصيات السياسية في تاريخ بريطانيا الحديث , وتلقب بالمراة الحديدية. حيث تولت رئاسة الحكومة ما بين عامي 1979 وحتي 1990 , وكانت اول امراة بريطانية , و الوحيدة حتي الآن , تتولي هذا المنصب , وتعتبر مدة حكمها الاطول منذ عهد روبرت جنكسون في القرن التاسع عشر. وتقول عنها صحيفة الاندبندنت البريطانية : لم يكن هناك اي قائد مثل مارجريت ثاتشر في بريطانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية , ولم يحظ اي رئيس ورزاء لبريطانيا بالاعجاب مثلهان , كانت اول امراة تقود حزب سياسي كبير في بريطانيا , و الاطول بقاء في منصبها في القرن العشرين , وتقريبا رئيس الوزراء الوحيد الذي كان اسمه مرادفا لايدولوجيا محددة. فلا يوجد مثلا افكار سياسية تعرف باسم ' البليرية ' نسبة الي توني بلير , لكن ظلت ' التاتشرية ' نهجا سياسيا , حتي عندما كانت حاملة هذا الاسم ارملة مسنة وضعيفة ووحيدة. لم تكن ثاتشر محبوبة ابدا , علي الرغم من انها كانت تود ان تكون كذلك. واعتقدت ان لديها خطا مباشرا مع الشعب البريطاني او علي الاقل قطاع منه و الذي نشات فيه , وهي الطبقة الدنيا الكادحة التي تنكر نفسها وتعمل بجد وتلتزم بالقانون.
ولدت تاتشر في 13 اكتوبر عام 1925 , في مدينة جرانثام بمقاطعة لينكونشاير. التحقت تاتشر عام 1943 بكلية سومرفي بجامعة اكسفورد لتتخصص في علم الكيمياء , واصبحت ثالث سيدة تشغل منصب رئيس جمعية المحافظين بجامعة اكسفورد. وبعد تخرجها , عملت تاتشر في قطاع البحث الكيميائي في مجال الصناعات البلاستيكية , كما التحقت ايضا بالمنظمة المحلية التابعة لحزب المحافظين. وتزوجت من رجل الاعمال دينيس تاتشر عام 1951. وكانت تاتشر واحدة من ابرز الشخصيات السياسية واكثرها تاثيرا في القرن العشرين. فقد كان لارثها السياسي تاثير جذري علي سياسات من خلفوها في هذا المنصب , سواء من حزب المحافظين او من حزب العمال , حسبما تقول بي بي سي. وكان اسلوبها المتشدد و الذي عرف احيانا بالمواجهة هو السمة المميزة للاحد عشر عاما التي قضتها في مقر رئاسة الوزراء البريطاني 10 داونينج ستريت. الا ان مواقفها السياسية واسلوبها في الادارة في الفترة الاخيرة من توليها هذا المنصب جعلت منها شخصية سياسية يدور حولها الجدل , مما نتج عنه في النهاية حدوث اختلافات داخل حزبها , اضافة الي انعكاس ذلك علي الراي العام البريطاني. وقبل ان تصبح رئيسة للحكومة , انتخبت تاتشر في عام 1959 , لتكون عضوة في البرلمان البريطاني لحزب المحافظين عن مقاطعة فينتشلي , كما شغلت منصب وزير التعليم عام 1970 تحت رئاسة رئيس الوزراء البريطاني الاسبق تيد هيث. الا ان عدم التزام هيث بالسياسات الاقتصادية لحزب المحافظين , دفع تاتشر لان تنافسه علي زعامة الحزب وتربح الرهان عام 1975 , وبين عامي 1979 و 1990 , فازت تاتشر في الانتخابات بثلاث فترات متتالية لتصبح اول سيدة بريطانية تتقلد منصب رئيس وزراء بريطانيا , واهتمت في فترة رئاستها لمجلس الوزراء البريطاني باحداث اصلاحات في النظام المالي للدولة , اذ عملت علي تقليص دور الدولة ودعم السوق الحرة في البلاد. وشدَّدت اول حكومة لتاتشر ' 1979 * 1983 ' من سياستها النقدية , وسمحت بارتفاع معدل البطالة , والغت الرقابة علي الاسعار , وفي عام 1982 احتلت القوات الارجنتينية جزر فوكلاند التي تخضع للادارة البريطانية و الواقعة في جنوب المحيط الاطلسي , وذلك بعد خلاف طويل بين بريطانيا و الارجنتين حول السيادة علي هذه الجزر , وتبعا لذلك ارسلت تاتشر قواتها لاستعادة تلك الجزر , واستسلمت القيادة الارجنتينية هناك في يونيو 1982 بعد اصابة الجانبين بخسائر كبيرة , وفي عام 1985 تخلي عمال المناجم في البلاد عن اضراب استمر عاما كاملا بعد ان رفضت تاتشر تعديل برامج مجلس الفحم الحجري القومي الخاصة باغلاق المناجم. وكانت حكومة تاتشر حتي سنة 1987 قد باعت للقطاع الخاص شركة طيران و الاتصالات وصناعة النفط و الغاز وبناء السفن فيما عرف بالخصخصة او التخصيص , وادت القوانين الي الحد من قوة نقابات العمال , بينما كانت ارباح الشركات في ازدياد مستمر , وفي ذلك العام ايضا ضمنت تاتشر الفوز في الانتخابات العامة , واصبحت بذلك اول قائد سياسي بريطاني يكسب ثلاثة انتخابات وطنية متتالية , وفي عام 1985م وقَّعت حكومة تاتشر معاهدة مع الصين تعهدت بموجبها الحكومة الصينية بالمحافظة علي الاقتصاد الراسمالي للمستعمرة البريطانية هونج كونج لمدة خمسين عاما بعد عودتها للسيادة الصينية سنة 1997م. وفي سنة 1990م ازدادت المعارضة لزعامة تاتشر , التي استقالت بعد ان تاكدت من عدم مقدرتها علي كسب انتخابات زعامة المحافظين , وتم انتخاب جون ميجور خلفا لها , وظلت تاتشر بمجلس العموم حتي سنة 1992 , وفي العام نفسه منحت لقب البارونة , واصبحت عضوا بمجلس اللوردات. في عام 1984 , نجت تاتشر باعجوبة من محاولة اغتيالها بقنبلة موقوتة كان احد افراد الجيش الجمهوري الايرلندي قد زرعها في مبني الفندق , وانفجرت اثناء حضورها مؤتمر حزب المحافظين في فندق غراند هوتيل بمدينة برايتن البريطانية. اما سياستها الخارجية فكانت تهدف الي بناء واجهة بريطانيا في الخارج , وهو امر كان قد تاثر بالسياسات التي تبنتها الحكومة تحت ادارة حزب العمال من قبل. وكانت علاقة تاتشر بالرئيس الامريكي رونالد ريجان قوية جدا , حيث اشترك الاثنان معا في تبني عدد من الرؤي الاقتصادية وتطبيقها.
وفي الفترة الاخيرة من رئاستها لمجلس الوزراء ومع تصاعد حالة الاستياء وتزايد حدة المعارضة بين اعضاء البرلمان حتي من حزب المحافظين ازاء السياسات المالية التي تتبناها , تقدمت تاتشر باستقالتها عام 1990 بعد تاكدها من عدم قدرتها علي الفوز بانتخابات زعامة حزب المحافظين , لتستمر في مجلس العموم حتي سنة 1992. وقد منحت تاتشر لقب ' بارونة كيستيفين بمقاطعة لينكونشاير ' , الامر الذي منحها عضوية بمجلس اللوردات. |
|